المحيطات تمتص ثاني أكسيد الكربون وتبطئ الاحتباس الحراري

ذكرت دراسة بيئية أن المحيطات امتصت نصف كميات ثاني أكسيد الكربون (CO2) المنبعثة في جو الأرض منذ بداية الثورة الصناعية نتيجة احتراق الوقود الحفري -نفط وغاز وفحم- وصناعة الإسمنت -وهي مصادر أساسية لأبخرة الاحتباس الحراري- ما أدى إلى تغير في كيميائية المحيطات تسبب في دمار بعض مظاهر الحياة البحرية، كما أفادت دراسة أخرى.

ورغم أن المحيطات تسدي خدمة جليلة بإزاحة هذه الكميات الهائلة من ثاني أكسيد الكربون من جو الأرض، فإن لهذه الخدمة عواقب بالنسبة لبيولوجية المحيطات وبنية نظامها البيئي.

ووردت الدراستان في العدد الأخير من مجلة ساينس الأميركية، حيث وجد الباحثون أن المحيطات قامت بدور حوض كوني يحتجز أبخرة الاحتباس الحراري في الأرض. وأدت إزالة ثاني أكسيد الكربون –الذي يحتجز حرارة الشمس ويسبب الاحتباس الحراري– من جو        لأرض إلى إبطاء عملية الاحتباس الحراري.

ولاحظ الباحثون في الدراسة الأخرى أن تغير كيميائية المحيطات تتسبب في تباطؤ نمو العوالق البحرية والمرجان واللافقريات الأخرى التي تشكل المستوى الأساسي في التسلسل الغذائي للمحيطات، ما يحدث تأثيرات قاسية على الحياة البحرية 

 

 

تسمى كميات ثاني أكسيد الكربون المفتقدة من جو الأرض “الحوض المفقود”، وكان يعتقد أنها تمتص بواسطة المحيطات أو نباتات اليابسة التي تستعمل ثاني أكسيد الكربون في عملية التمثيل الضوئي. وكان العلماء قد حاولوا في الماضي تحديد كيفية تراكم هذا الأكسيد في المحيطات بواسطة نماذج حاسوبية وأساليب أخرى. وفي الدراسة الجديدة قام باحثون من دول عدة بجمع عينات مباشرة لمستويات ثاني أكسيد الكربون المذابة في مختلف محيطات العالم خلال تسعينيات القرن الماضي.

وجمعت البيانات من 9600 موقع حول العالم في 95 رحلة بحثية. وباستخدام هذه البيانات أتم الباحثون أشمل دراسة مسحية لكيمياء المحيطات.

CO2-2

وأشارت النتائج إلى أن المحيطات امتصت 48% من ثاني أكسيد الكربون الناتج عن احتراق الوقود الحفري وصناعة الإسمنت بين العامين 1800 و1994. وتساعد هذه النتائج على فهم دورة الكربون في الأرض وصياغة إستراتيجية سليمة في إدارة وتصريف أبخرة ثاني أكسيد الكربون.

كما أتاحت كثافة البيانات وشمولها تقديرا متينا لكمية الغاز التي امتصتها المحيطات، وأظهرت أنها المستودع الرئيسي الآخر –إضافة إلى جو الأرض– لأبخرة ثاني أكسيد الكربون الناتجة في القرنين الماضيين.

ورغم تركيز الدراسات السابقة على كمية الغاز التي امتصتها نباتات الأرض في العقود الماضية، خصوصا مع معاودة الغابات المقطوعة في القرن الماضي للنمو، فإنه لا يجوز التعويل على استمرار دور النباتات كمستودع لثاني أكسيد الكربون في المستقبل.

يشار إلى أن المحيطات تحتجز حاليا كميات من ثاني أكسيد الكربون تقارب ثلث سعتها التخزينية. وإذا ما نفدت الأخيرة ستبدأ معدلات الاحتباس

الجزيرة نت



unriyo