مخاطر الإشعاع النووي

ما هي آثار التعرض للإشعاع الفورية على الصحة؟
إن التعرض لجرعات منخفضة المستوى من الإشعاع قد يؤدي إلى وعكة إشعاعية، والتي تظهر على شكل مجموعة من الأعراض. ففي غضون ساعات من التعرض إلى الإشعاع، غالبا ما يبدأ المصاب في التقيؤ، وقد يصاب بالإسهال وبالصداع والحمى. وبعد هذه الجولة الأولى من الأعراض قد تمر فترة وجيزة من الوقت دون أي عارض خطير، لكن قد تأتي بعد ذلك مرحلة تظهر فيها أعراض أخطر. أما إذا كان مستوى التعرض للإشعاع مرتفعا فإن هذه الأعراض قد تظهرفورا، كما قد يستفحل مفعولها المتلف –وربما القاتل- في الأعضاء الداخلية للجسم.أما التعرض إلى مستوى من الإشعاع تبلغ درجته 4 جراي، فيعني في الغالب الأعم وفاة نصف عدد البالغين الأصحاء. وللمقارنة فإن جرعات علاج السرطان بالأشعة تتراوح ما بين جراي واحد و7 جراي، كل مرة. لكن هذه الجرعات متحكم فيها بشكل بالغ الدقة كما تستهدف جزءا محددا ومحدودا من الجسم البشري.

كيف تعالج الوعكة الإشعاعية؟
أول إجراء ينبغي القيام به هو محاولة التقليل من مخاطر التعرض إلى مزيد من الإشعاع النووي بخلع الملابس والحذاء، وغسل البشرة بلطف بالماء والصابون. توجد عقاقير تساعد الدم على إنتاج مزيد من الخلايا البيضاء، والتي تساهم في الحيلولة دون الإضرار بالنخاع العظمي، وتقلل من مخاطر استفحال العدوى الناجمة عن تضرر نظام المناعة. كما أن هناك عقاقير خاصة قد تساعد على خفض حدة الضرر الذي قد يلحق الأعضاء الداخلية من جراء الجزيئات المشعة.

كيف يؤثر الإشعاع على الصحة؟
تنتج المواد الإشعاعية التي تضمحل تلقائيا أشعة مؤينة تمتلك القدرة على ألحاق أضرار جسيمة بالكيمياء الداخلية للخلايا بتكسيرها للروابط الكيميائية بين الذرات والجزيئات التي تتكون منها أنسجتنا. ويحاول الجسم أن يرد بإصلاح ما تضرر، لكن الضرر قد يكون من الجسامة أو الانتشار بحيث يصعب تداركه. وهناك أيضا إحتمال الخطأ في عملية الإصلاح الطبيعية.
ومن المناطق الأكثر عرضة للعطب بسبب الإشعاع يُذكر الخلايا التي تبطن الأمعاء والمعدة، وخلايا الدم التي تنتج من خلايا نخاع العظام. ويرتبط مدى الضرر الذي يتسبب فيه الإشعاع بمدة التعرض ومستوى الجرعات.

ما هي الآثار الصحية طويلة المدى للإشعاع؟
يأتي السرطان في مقدمة آثار الإشعاع طويلة المدى على صحة الكائن العضوي. فعندما تسير العملية العضوية مسارها الطبيعي، “تنتحر” الخلايا حين نهاية مدة عمرها. أما في حالة الإصابة بالسرطان فتفقد الخلايا هذه القدرة، وتصير نوعا ما “أبدية”، وتستمر في التكاثر بشكل غير متحكم فيه. وقد طور الجسم عدة آليات للحيلولة دون أن تتحول الخلايا الطبيعية إلى خلايا سرطانية، وذلك عند تعويض الأنسجة المتضررة. ويمكن للإشعاع أن يعطل آليات التحكم هذه، مما يجعل من الإصابة بالسرطان احتمالا كبيرا.

ولا تتوقف الآثار بعيدة المدى للإشعاع عند شخص المُصاب فقد تنتقل إلى الأجيال القادمة من أبناء أو أحفاده. وإذا لم تعالج الآثار في المراحل الأولى من الإصابة فقد ينجم عن الإشعاع عاهات خلقية في الأجيال اللاحقة، من قبيل مواليد برؤوس صغيرة، أو أدمغة ضامرة، أوعيون غير مكتملة، أو يعانون من صعوبات في التعلم وذلك لأن الإشعاع قد قد يدخل تغييرات أو تحولات على الجهاز الوراثي للجسم.

هل الأطفال هم الأكثر عرضة للمخاطر؟
من المحتمل جدا أن يكون الجواب بالإيجاب لأنهم يكبرون بسرعة أكبر، ما يعني أن عددا كبيرا من الخلايا تتوالد، لهذا فإن احتمال أن تسير الأمور على غير ما يرام كبير جدا. فبعد كارثة تشيرنوبيل في أوكرانيا عام 1986، سجلت منظمة الصحة العالمية ارتفاعا مهولا في عدد الإصابة بسرطان الغدة الدرقية لدى الأطفال في المنطقة المنكوبة. والسبب في ذلك أن المواد المشعة المنبعثة من المفاعل كانت تحتوي على مقادير كبيرة من مادة اليود المشعة، وهي مادة تتجمع في الغدة الدرقية.

المصدر :  http://www.bbc.co.uk/arabic/worldnews/2011/03/110316_japan_fukushima_nuke.shtml



unriyo